الملاك ميخائيل بالشيخ مرزوق
الملاك ميخائيل بالشيخ مرزوق
الملاك ميخائيل بالشيخ مرزوق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملاك ميخائيل بالشيخ مرزوق

الملاك ميخائيل بالشيخ مرزوق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 الجسد والروح لقداسة البابا شنودة الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الجسد والروح لقداسة البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: الجسد والروح لقداسة البابا شنودة الثالث   الجسد والروح لقداسة البابا شنودة الثالث Icon_minitimeالخميس 25 مارس 2010 - 11:59

الجسد والروح
لقداسة البابا شنودة الثالث


تذكرت مرة أننا مخلوقون من تراب الأرض، وأننا سنعود مرة أخرى إلى التراب بعد الموت فقلت في أبيات من الشعر:

يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طُرّا

انت اصلي, أنت يا أقدم من آدم عمراً

ومصيري أنت في القبر إذا وُسَدتُ قبراً

على أنني راجعت نفسي، وتذكرت أن التراب هو أصل الجسد فقط، الذي خُلق من تراب او من طين، قبل انا ينفخ الله فيه نسمة حياة هي الروح. فعدت أصحِّح فكري, وأقول في أبيات أُخرى:

ما أنا طينٌ ولكن أنا في الطين سَكْنتُ

لست طيناً, أنا روح من فم الله خرجتُ

وفي الحقيقه ما انا مجرد جسد, ولا مجرد روح, بل أنا كلاهما معاً, جسد وروح وهكذا كل انسان ايضاً.


الجسد والروح متحِدانِ معاً, يكونان إنساناً واحداً, غير ان طبيعة كل منهما تختلف عن طبيعة الآخر. ولذلك كثيراً ما نرى أن الجسد يشتهي ضد الروح, والروح تشتهي ضد الجسد, حتى أن كلا منهما يقاوم الآخر.

مشكلة الجسد أنه مادي, لذلك فشهواته تتركز في المادة وفي كل ما هو مادي, أما الروح فاتجاهاتها سامية, فوق مستوى المادة.

الجسد ينشغل بالمرئيات والمحسوسات. أما الروح فيمكنها أن تنشغل بالأمور غير المرئية, بل وبالألهيات أيضاً.

الجسد يدركه الموت, حينما تنفصل الروح عنه ويموت الجسد تخل عناصره, ويفقد الشعور والحيوية, أما الروح فلا تموت.


وما أكثر الحديث عن شهوات الجسد الخاطئة, وعن سقطاته.

الجسد يقع في شهوة الطعام, وفي المُسكِرات والمخدرات والادمان، كما يقع أيضاً في شهوة الزنا وسائر سقطات الجنس, كما يقع في كثير من خطايا اللسان, والاعتداء على الآخرين بأنواع وطرق شتى.. وقد تمتد يده إلى السرقة وإلى الرشوة.. وما إلى ذلك.

من أجل هذا, كان كثير من الأبرار ومن النُسَّاك, ينظرون إلى الجسد كمصدر للخطيئة, ويبذلون كل الجهد للأنتصار على شهوات الجسد, ويصبح قمع الجسد من الفضائل الأساسية. ولا ننسى أن الصلاة فضيلة في جميع الأديان, وهو فترة لانضباط الجسد ليعطي فرصة الروح...


فهل معنى كل ذلك أن الجسد شرٌ في ذاته كما يتخيله البعض؟!

كلا, بلا شك، فلو كان الجسد شراً, ما كان الله يخلق الجسد, بل الجسد خير إذا لم ينحرف، وإذا لم يقاوم الروح. وإذا لم يخضع لعوامل نفسية خاطئة.

أيضاً لو كان الجسد شراً, ما كنا نُكرمْ رفات الأبرار والشهداء.. ولو كان الجسد شراً ما كان الله ينعم عليه بالقيامة والحياة الأخرى بل كان يكفيه ما عاشه على الأرض, دون امتداد لحياته.

ولو كان الجسد شراً, ما كان الانبياء والرُسلْ يعيشون حياة بارة على الأرض, ولهم أجساد..! وكانت اجسادهم طاهرة ومقدسة.. الجسد إذن ليس شراً في ذاته, ولكنه قد ينحرف فيخطىء. الروح ايضاً يمكن ان تخطىء سواء كانت وحدها, أو متحدة بالجسد.

وأول خطايا عرفها العالم كانت خطايا "أرواح"!

وأقصد بذلك خطايا الشياطين, وهم أرواح ليس لهم اجساد. وقد وصِفوا بأنهم أرواح شريرة أو أرواح نجسة.

الشياطين –وهو روح- وقع في خطية الكبرياء، وما زال في كبريائه يتحدى ملكوت الله على الأرض, وفي كبريائه يعصى الله ويالملاك ميخائيلر وصاياه. كذلك-وهو روح- وقع في خطيئة الحسد, فحسد الانسان على ما وهبه الله من نعمة. ولا يزال يحسد القديسين والابرار
ويحاول إسقاطهم. وفي إغرائه للبشر يقع في خطايا الخداع والكذب بتصوير الشر أنه خيراً! والشيطان -وهو روح- يقع في التجديف على الله تبارك إسمه, وينشر الالحاد والبدع والافكار المنحرفة.

وكما يخطىء الشيطان وهو روح. كذلك يمكن أن تخطىء أرواح البشر.



روح الانسان قد تخطىء، وتجد الجسد معها في الخطأ.

* الروح مثلاً قد تسقط في الكبرياء, ثُم تجر الجسد معها في كبريائها، فيجلس في كبرياء، ويمشي في خيلاء, ويتكلم في عظمة, وينظر في غطرسة.. وتكون الكبرياء قد بدأت في الروح أولاً ثُم تحولت إلى الجسد.

* الروح قد تَفْتُر في محبتها لله, ثُم يقود الجسد معه في الفتور, فيالملاك ميخائيلل في صلواته, ويُهمِل واجبات العبادة.

* إن ضعفت الروح, يخور الجسد وان بعدت الروح عن الله, ينهمك الجسد في ملاذ الحياة والدنيا.

* ان تشبعت روح الانسان بالكراهية, يمارس الجسد هذه الكراهية, فقد يعتدي على غيره, بيده او بلسانه أو بقلمه. وهنا نسأل: هل حوادث القتل ترجع إلى الجسد مع الروح؟ وتكون الروح هي البادئة والمشجعة والمخططة!!


*ومن الناحية الأخرى: إذا قويت الروح, فأنها ترفع الجسد إلى فوق, فالروح المعنوية عند المريض إذا قويت تجعله يحتمل المرض ويجتاز مراحله الصعبة. وإن ضعفت روحه المعنوية, فإنه يستسلم للمرض وينهار..

*كذلك في الصوم: إذا نفذت الروح بالصلوات والتأملات والتسابيح والقراءات المقدسة, فإن الجسد يستطيع أن يحتمل الصوم بدون تعب...

* وأيضاً الجندي في ساحة القتال إذا كانت روحه قوية لا تعرف للخوف معنى, بل تحفزها محبة الوطن, فأنها تدفع الجسد إلى الاستبسال والشهامة.



وعموماً فإننا تجاوباً وتضامناً ما بين الروح والجسد..

* ففي الصلاة مثلاً, ان كانت الروح خاشعة, فإن الجسد يخشع بالتالي، تنحني ركبتاه بالركوع أو السجود, وترتفع عيناه في الصلاة, وترتفع يداه. وإذا لم تكن الروح خاشعة, يالملاك ميخائيلل الجسد ايضاً.

* الروح إذا حزنت, ممكن ان ملامح الوجه تعيب, ودموع العين تتساقط. وإذا فرحت الروح، تظهر البشاشة على الوجه, وتلمع العينان في فرح...

* إذا سلم انسان على رئيس له, او على شخص كبير السن او عالي المقام, فإن الاحترام الذي يكنه في روحه, يظهر في انحاء جسده.

* وتقريباً كل المشاعر التي للروح, تظهر في حركات الجسد, أو في نظرات العينين, أو في لهجة الصوت, أي يكشفها الجسد...


لذلك لا نسطيع كثيراً, ان نمنع هذه الصلة بين الروح والجسد، ولهذا فإن محاسبة الانسان في القيامة, تكون للروح والجسد معاً...

لا يُدان الجسد بدون الروح, ولا تدان الروح بدون الجسد.

لقد اشترك الاثنان معاً في عمل الخير أو الشر، إما أن الروح خضعت للجسد في شهواته, أو أن الجسد أسلم قيادته إلى الروح, وارتفع معها, وعَبَّر عن سموّها بأفعاله.

ونصيحتنا لكل انسان ان يقوي روحياته, ويسلك في السلوك الروحي, وحينئذ سيجد ان جسده يتجاوب مع الروح في عمل البر.

فالجسد يمكنه أن يتعب في خدمة الاخرين بفرح, وان يبذل ذاته ليسعد غيره, كما يمكنه ان يتبرع بدمه, إذا كان احد المرضى في حاجة إليه, بل أن يضحي بعضو من أعضاء الجسد لأجل حياة إنسان آخر...

وكل الخدمات الاجتماعية التي تراها في العالم، وكذلك كل اعمال الانقاذ التي يقوم بها رجال الاسعاف, ويقوم بها من يعملون في إطفاء الحرائق, وإنقاذ المشرفين على الغرق... كلها أعمال يشترك فيها الجسد مع الروح. الروح تدفع والجسد ينفذ.


إن الله وهبنا الجسد، كما وهبنا الروح, هو قادر أن يعمل فيها لمجد اسمه, ولنشر الخير على الأرض, في غير تناقض, بل في تعاون تام بين الروح والجسد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجسد والروح لقداسة البابا شنودة الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجسد والروح لقداسة البابا شنودة الثالث
» † † † قداسة البابا شنودة الثالث † † †
» † † † قداسة البابا شنودة الثالث † † †
» † † † قداسة البابا شنودة الثالث † † †
» † † † قداسة البابا شنودة الثالث † † †

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملاك ميخائيل بالشيخ مرزوق :: منتدى الترانيم :: اقوال وقصائد البابا شنوده-
انتقل الى: