تذكار الآباء إبراهيم و إسحق ويعقوب
في هذا اليوم نعيد لآبائنا القديسين إبراهيم و إسحق و يعقوب
+ أما عن أبينا إبراهيم :
فمن من البشر يستطيع ان يصف فضائله هذا الذي صار أبا لأمم كثيرة وآمن بالله وأطاع وصدق مواعيده ولم يشك فيها فقد ظهر له الرب في رؤيا الليل وقال له " أخرج من أرضك ومن بيت أبيك وتعال إلى الأرض التي بحاران " ثم ظهر له الرب في شبه ثلاثة رجال فظنهم أناسا عابرين فاستضافهم ، ووعده الله بولادة إسحق وكان حينئذ ابن مائة سنة و سارة زوجته تقدمت في أيامها فآمن الاثنان بقول الله . ولما ولد إسحق ختنه في اليوم الثامن لولادته . ومع أنه كان واثقا من ان بنسله تتبارك جميع أمم الأرض فقد قال له الله على سبيل الأمتحان : " خذ أبنك وحيدك الذي تحبه إسحق وقدمه لي محرقة " فلم يشك في قوله تعالى بل قدمه للذبح واثقا ان الله قادر ان يقيمه ويقيم به النسل . ولما أكمل ذبحه بالنية اظهر الله فضله للأجيال الآتية بقوله له : " بذاتي أقسمت يقول الرب : أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك أبنك وحيدك . أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء (تك 22 : 1 - 18 ) وقد تم له ذلك ، ودعي أبا للمسيح بالجسد (لو 3 : 34 ) وبعد ان بلغ مائة وخمسا وسبعين سنة انتقل بسلام . صلاته تكون معنا . آمين
+ أما أبونا إسحق فقد ولد بوعد الهي وكمل في البر والطاعة لله ولأبيه حتى رضي ان يذبحه قربانا لله وهو أبن الوعد الذي رزق به أبوه وعمره مائة سنة . ولم يكن إسحق صغيرا لأن الكتاب يقول : " أنه حمل الحطب مسافة بعيدة إلى ان صعد على رأس الجبل " . ويقول بعض المؤرخين ان عمره وقتئذ كان يبلغ سبعا وثلاثين سنة ، فأطاع أباه ومد عنقه للذبح إلى ان أمر الملاك أباه برفع يده فكما دعي أبوه ذابح ابنه بالنية هكذا دعي هو أيضا ذبيحا بالنية وقد قاسى شدائد كثيرة وأحزان وتغرب ورزقه الله ولدين هما يعقوب وعيسو وكان إسحق يحب عيسو لشجاعته ولما شأخ وضعف بصره استدعى عيسو وقال له " أنا قد شخت يا ابني ولست أعرف يوم وفاتي . أذهب تصيد لي صيدا واصنع لي طعاما لآكل حتى تباركك نفسي " . وكانت رفقة تسمع هذا الكلام فاستدعت ابنها يعقوب وقالت له : " يا ابني اذبح صيدا وقدمه لأبيك ليأكل ويباركك قبل ان يموت " فقال يعقوب لأمه : " هوذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا أملس ربما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة " قالت له أمه : " لعنتك على يا ابني " وكان هذا منها بإيعاز الهي . فصنع يعقوب ما أمرته به وأكل أبوه وباركه (تك 27 : 1 - 29)
ولما بلغ عمره مائة وثمانين سنة تنيح بسلام . صلاته تكون معنا . آمين
+ أما أب الأسباط يعقوب فقد دعاه الله إسرائيل كان أخوه عيسو يبغضه لأنه أخذ بركه أبيه ولهذا خاف منه ومضى إلى لابان خاله ورعى له غنمه سبع سنوات فزوجه ابنته ليئة ثم رعى الغنم سبع سنوات أخرى فزوجه ابنته الثانية راحيل (تك 29 : 15 - 30) وكان إذا قال له خاله : " ان أجرتك كل الغنم الرقطاء ولدت الغنم رقطاء " وإذا قال له : " ان آجرتك كل الغنم المخططة ولدت الغنم مخططة " (تك 31 : 4 -
وقد أغناه الله جدا وعاد بامرأتيه ليئة وراحيل ورزقه الله اثنى عشر أبنا ورأى الله وجها لوجه وصارعه حتى طلوع الفجر ودعاه الله إسرائيل وقد قاسى أحزانا وشدائد كثيرة مثل بيع ابنه يوسف كعبد للمصريين وفقده بصره وحدوث الغلاء الشديد وغير ذلك كما جاء بالكتاب المقدس ثم صار أبنه يوسف وزيرا لملك مصر وسعى حتى أحضره إليه فأقام بمصر سبع عشرة سنة ولما دنت أيام وفاته استدعى بنيه الأثنى عشر وباركهم وخص يهوذا بالملك وقال : ان السيد المسيح سيظهر من نسله وبعد ما بلغ عمره مائة وسبعا وأربعين سنة تنيح بسلام بعد ان أوصى ان يدفن في مقبرة آبائه وحمله يوسف على مركبة فرعون وأتى به إلى أرض كنعان حيث دفن مع آبائه .
صلواتهم تكون معنا ولربنا المجد دائمًا . آمين