تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: التناول والروح للانبا موسى الخميس 25 مارس 2010 - 12:48 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سر الشركة والشكر.. التناول من جسد الرب ودمه الأقدسين.. هو سر الأسرار.. حيث فيه يتحد الإنسان مع الرب يسوع، ومع القديسين فى السماء، ومع أخوته المؤمنين على الأرض، وفيه يطلب من أجل العالم، لنقضى جميعاً حياة هادئة مطمئنة، وليتعرف الجميع على سر خلاصهم.. المسيح الفادى.. الذبيحة المقدسة المرفوعة عن خلاص العالم كله. والتناول أيضاً فرصة صلاة عميقة من بدايته إلى نهايته، فنحن نمهد للقداس الإلهى برفع بخور عشية، ثم بصلاة نصف الليل والتسبحة اليومية، ثم رفع بخور باكر، ثم تقدمة الحمل، وقداس الموعوظين، وقداس المرمنين والمتأمل فى القداس الإلهى، يجد أنه أيضاً فرصة تعليم، حيث نتلو فى كل قداس تسعة فصول من الكتاب المقدس هى: ثلاثة مزامير زائد ثلاثة أناجيل فى كل من عشية وباكر والقداس ثم ثلاثة فصول: البولس والكاثوليكون والابرالملاك ميخائيليس.. وغالباً ما نستمع إلى عظة روحية أيضاً، تشرح لنا هذه القراءات، التى تدور فى أيام الآحاد حول خلاص السيد المسيح لنا، وفى الأيام العادية حول تذكار اليوم أن كان قديساً أو شهيداً أو عذراء أو أحد الآباء البطاركة.. فكل تذكار له فصول خاصة مناسبة، لندرس الإنجيل ومعه وسيلة ايضاح بشرية، هى سيرة هذا القديس أو تلك العذراء.كذلك فالقداس رحلة رائعة تشرح لنا تدبير الله، منذ الخليقة والسقوط، إلى الفداء والقيامة، إلى تأسيس الكنيسة، إلى الملكوت السمائى وكمثال سريع نحن نبدأ قداس المؤمنين بالله الخالق - مستحق ومستوجب - ثم ننتقل إلى إلهنا الفادى - قدوس قدوس قدوس، ثم نطلب الله الروح ليحل على الخبز والخمر ويجعلهما جسد الرب ودمه الرشومات والسجود.. وإذ نجد الرب عمانوئيل فى وسطنا نتركه يبارك بنفسه الشعب بل ينحنى مع الشعب أما الذبيحة ليأخذ البركة من صاحبها.. هنا فرصة إذن أن نقول للرب كل طلباتنا الأواش: أجعلنا مستحقين أن نتناول - أذكر الكنيسة - أذكر الآباء - أذكر اجتماعاتنا وأديرتنا - والزروع والمياه والأهوية، والأرملة واليتيم والغريب والضيف، وأعطنا الكفاف فى كل حين وفى كل شئ، وأذكر القديسين فى السماء، والراقدين أقاربنا الذين لحقوا بهم... ثم يقسم الكاهن الجسد مصلياً قسمة مناسبة، ثم يوزعه على المؤمنين المستعدين، خلاصاً وغفراناً للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه.. ثم يصرف ملاك الذبيحة الحاضر معنا الصلاة، طالباً منه أن يصلى من أجلنا أمام الله... الخ. وهكذا نقضى فرصة رائعة فى بيت الله. فى شركة مع جلاله الأقدس، ومحبته الإلهية، وفى حدة كيانية مع قديس السماء، وأخوتنا فى الجسد المقدس، وفى إحساس باحتياجات العالم المادية، وفى جو من البخور - رمز العطاء الباذل - والأيقونات - رمز العطاء الباذل - والأيقونات - علامة حضور حى القديسين - فرصة مشبعة تغذى أرواحنا الجائعة، وتعزى نفوسنا المكدودة.. لهذا جاءت وصية الآباء: إذا ضرب الناقوس، لا تتوان عن الحضور إلى الكنيسة - الأنبا أنطونيوس... ليتك تراجع حياتك أيها الحبيب، وتنظم فى الاعتراف أمام أبيك الروحى، لتكون مستعداً للإتحاد بالقدسات، فالقدسات للقديسين... وإهمال التناول موت بطئ بل ربما سريع، لروحك الطاهرة.. الرب معك .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|